فضيلة آيـة الكرسي

 

     آية الكرسي هي الآية رقم 255 من سورة البقرة في القرآن ،وعن فضيلتها ورد عن عليّ (عليه السلام) عن رسول الله قال: سيّد القرآن البقرة وسيّد البقرة آية الكرسي، يا علي إنّ فيها لخمسين كلمة في كلّ كلمة خمسون بركة.

      وأيضاً قال الإمام الباقر (عليه السلام) قال: من قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا وألف مكروه من مكاره الآخرة أيسر مكروه الدنيا الفقر وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر

وفي حديث آخر أنّ أخوين جاء إلى رسول الله فقالا نريد الشام في التّجارة فعلمنا ما نقول؟ فقال: نعم، إذا آويتما إلى منزل، فصليا العشاء الآخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة، فليسبّح تسبيح فاطمة، ثمّ ليقرأ آية الكرسي فإنه محفوظ من كلا شيء حتّى يصبح. وجاء في ذيل الحديث أن لصوصاً تبعوهما وسعوا في سرقة ما معهما إلاّ أنهم لم يفلحوا في ذلك.

 

     في الآية اثنتا عشرة صفة من صفات الجمال والجلال فتبدأ بـ (الله) يعني الذّات الواحدة الجامعة لصفات الكمال، وهذه الحقيقة هي أساس الإسلام، ثم تسرد الصفات:

1- (لا إله إلاّ هو) تأكيد لتلك الحقيقة نفسها الموجودة في لفظة «الله».

2- (الحي) الحياة الكاملة حياة لا يعتريها الموت، أيضاً فحياته عين ذاته، وليس عارضة عليه مأخوذة من غيره. و"الحياة" بمعناها الواسع الحقيقي هي العلم والقدرة، وعليه فإنّ من يملك العلم والقدرة اللامتناهيتين يملك الحياة الكاملة.

3- (القيوم) صيغة مبالغة من القيام وتدلّ على الموجود الذي قيامه بذاته، وقيام كلّ الكائنات بوجوده فهو الذي يرزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، وهو الذي يهدي..

4- (لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم) "سنة" عبارة عن النوم العارض للعين، "نوم" يعني الحالة الّتي تركد فيها بعض حواس الإنسان المهمّة. وهي في الواقع تأكيدٌ لصفة القيّوم التي يوصف بها الله، لأنّ القيام الكامل والمطلق بتدبير عالم الوجود يتطلّب عدم إغفال ذلك حتّى للحظة واحدة. 

5- (له ما في السماوات وما في الأرض) لا يكون هناك قيام بشؤون العالم بغير ملكية السماوات والأرض وما فيها وعليه، فإنّ الإنسان ليس المالك الحقيقي لما عنده ولما يقع تحت تصرّفه، بل أنّه يتصرّف فيه لمدّة محدودة ووفق شروط معيّنة قرّرها المالك الحقيقي.

6- (من ذا الذي يشفعُ عنده إلاَّ بإذنه) هذه الآية تكمل في الواقع معنى قيّومية الله ومالكيّته المطلقة لجميع ما في عالم الوجود. أي أننا إذا رأينا أحداً يشفع عند الله، فليس معنى ذلك أنّه يملك شيئاً وأنّ له تأثيراً مستقّلاً، بل أنّ مقامه في الشفاعة هبة من الله.

7- (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أمّا في الآية التي نحن بصددها فالتعبير قد يجمع بين المكان والزمان، أي أنّ الله يعلم ما كان في الماضي أو يكون في المستقبل وما هو أمام أنظارهم بحيث أنّهم يعلمونه، وما هو خلفهم ومحجوبٌ عنهم ولا يعلمون عنه شيئاً، وعلى هذا فأنّ الله محيط بكل أبعاد الزمان والمكان فكل عمل حتّى الشفاعة يجب أن تكون بإذنه.

8- (ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بماشاء) ومن هذه الفقرة من الآية يستفاد أمرين:الأول: أنّه لا أحد يعلم شيئاً بذاته، فجميع العلوم والمعارف البشريّة إنّما هي من الله تعالى. والآخر: هو أنّ الله تعالى قد يضع بعض العلومالغيبيّة في متناول من يشاء من عباده فيطلعهم على ما يشاء من أسرار الغيب.

9- (وسع كرسيّه السّموات والأرض)  تشير إلى حكومة الله المطلقة ونفوذ قدرته في السماوات والأرض، كما تشير في الوقت نفسه إلى علمه النافذ، وكذلك إلى عالم أوسع بكثير من عالمنا هذا. بعبارة موجزة أنّ عرش حكومة الله وقدرته يهيمن على السماوات والأرض جميعاً،وأنّ كرسيّ علمه يحيط بكلّ هذه العوالم، وما من شيء يخرج عن نطاق حكمه ونفوذ علمه.

10- (ولا يؤده حفظهما) أي أنّ حفظ السماوات والأرض ليس فيه أيّ ثقل أو مشقّة على الله، فقدرته غير محدودة، ومن لا حدود لقدرته لا يكون للثقل والخفّة والصعب والسهل مفهوم عنده. فهذه مفاهيم تصدق عند من تكون قدراتهم محدودة.
12/11- (وهو العليّ العظيم) توكيد لما سبق. أي أنّ الله الذي هو أرفع وأعلى من كلّ شبيه وشريك، ومنزّه عن كلّ نقص وعيب، وهو العظيم اللامحدود، لا يصعب عليه أي عمل ولا يتعبه حفظ عالم الوجود وتدبيره، ولا يغفل عنه أبداً،وعلمه محيط بكلّ شيء.

_______________

* منقول بتصرف من تفسير الأمثل / الجزء الثاني.

هناك 4 تعليقات:

  1. ومن فوائدها المجربه
    لعلاج امراض العيون ضع يديك على العينين واقرا اية الكرسي

    والبعض يحدد بعد صلاة الصبح يقوم بهذا العمل والبعض لايحدد وقت

    ردحذف
  2. أهلاً أوراق
    شكراً عزيزتي على الاضافة
    ولا حرمنا هذا الوجود المميز:)

    ردحذف
  3. أشتقت لجمال روح هذه الصفحات .. وأشتقت لترانيمك ..
    بوركتِ

    ردحذف
  4. زهراء.. وأنا أيضاً اشتقت لتواجدك هنا
    شكرا لك :)

    ردحذف

ألقي نوراً من فكرك لنستفيد :)