سعياً إليك 5-6

مرةً أخرى أجلس أمام البحر, كان الجو مشمساً ودافئاً والأمواج هادئة بعكس روحي التي تتضارب بألف جدال, بالأمس رأيتُ مستبصراً هداه الله إلى الإسلام بعد سنين طويلة من التخبط والحيرة وهو يبدو
عارفاً بهذا الدين أكثر مني أنا الذي انتميتُ له منذ الصغر, لماذا لا أستطيع أن أكون مثله أتحدث عن ديني بعزة حقيقية أستطيع معها الدفاع عنه وعن انتمائي إليه, لماذا لا أتمكن من إظهار حبي لله, ولكن.. 
هل أنا أحب الله حقاً إذا كنتُ أحبه فلماذا لا أشعر بآثار هذا الحب, يقولون أن الحب جميل ويغير الإنسان يجعل منه روحاً مُلهمَة فكيف بحب الله, لا بد أنه يجعل من الإنسان ملاكاً على الأرض, لكني لا أشعر بهذا الحب أو بآثاره
إذن كيف أستطيع الشعور به.. وكيف نشعر بحبنا للبشر..
عندما نقابل إنساناً لأول مرة قد ينطبع في قلوبنا شعورٌ أولي تجاهه وهذا الشعور قد يصدق وقد يُخطأ ومع مرور الأيام ومع احتكاكنا بالشخص ومرور المواقف والتجارب قد تتغير نظرتنا له ويصبح أصدق الأصدقاء وأحب الأحباء, لكننا أحياناً نحب شخصاً لم نلتق به يوماً بل عرفناه عن بعد ورأينا فيه ما يجذبنا إليه فصرنا نحبه ونخشى عليه دون أن نراه أو نتعامل معه, ولكن الله ليس كالبشر فهو الحاضر الغائب؛ حاضرٌ معنا في كل وقت وفي كل مكان يحيطنا بألطافه وهباته ولا ينتظر منا شكرا, وهو غائب عن أعيننا لكنه دلنا على ما يدلنا إليه وأول وأجلى دليل أنفسنا.
ربما إذا لنصل إلى الله علينا أن نتبع دلائله ونعرفها لنتعرف عليه, ولكن من أين أبدأ.. أي بداية هي الصحيحة للوصول إليه سبحانه, آنذاك خطرت لي الصلاة أليست هي عمود الدين إذا قبلت قبل ما سواها ربما هي الأجدر بالمعرفة, نعم أنا أعرف كيف أصلي صورياً ولكني لا أتقن حقيقة الصلاة ولبّها, ولكن قبل الصلاة علي أن أتعرّف على مقدماتها لأصل لها وأهمها على ما أعتقد ما يدفعني للصلاة, نعم.. علي أن أتعرّف على ديني من البداية كذلك المستبصر.

إلهي أرشدني إليك..

هناك 6 تعليقات:

  1. سادع المدح جانباً في كتابتك كعادتي وسادخل فورا بالرد :-t

    تراني دخلت بجو المقال وتحمست له اتمنى تخبرينا بالحلقة القادمة بما اخترتيه للوصول للحبيب عن طريق معرفة حقيقة الصلاة سواء كانت كتب او محاضرات او صوتيات وهكذا

    ردحذف
  2. صدقت فيما قلت...
    إن المستبصر لم يدخل الإسلام إلا وقد بحث وتعمق في قيم ديننا فترينه قد دخل الإسلام عن إقناع تام...
    أما نحن ولدنا على الإسلام والحمد لله لكننا لم نعي النعمة التي أحل بنا الله عن غيرنا
    فلو كان والديناغرسوا فينا هذه الفطرة وكان لنا الدافع لأن نتمسك بقيمنا وبحثنا ودرسنا سترينا مثل ذاك المستبصر
    إنها مسألة جهاد مع النفس
    علينا أن نحاول قدر المستطاع أن نقرأ لنعرف ما نحن فاعلين ولا نكون فقط كما مكتوب في البطاقة ... الديانة : مسلم !
    إن المحور الذي اقتضتيه فعلا لمسألة تورقنا جميعا...
    وتحتاج إلى تفرغ تام واندماج ووعي تام في ما نحن عليه
    ولكن للأسف قلائل منا يستطرد ويفكر لما هو هكذا فلا يراجع نفسه وينغمس في ملذات الدنيا ولا يرضى بالصحيح
    فقط تأيده لفكرة ما دون وعي !

    آسفة على الإطالة ولكن موضوع شيق ومتشعب ويحتاج جميعنا أن نقف عنده
    فعلا مبدعة
    تقبلي ثرثرتي :)
    تحياتي
    بنفسجية الأنامل

    ردحذف
  3. أهلاً سموحة :)
    حقيقة تعمدت عدم تحديد شيء لقصر حدود معرفتي فما زلت أطرق الأبواب بحثاً عن إجابة لكن أعدكِ أن أطرح كل ما يمر بي وأرى فيه فائدة سأطرحه هنا وعديني بالمثل رجاءاً
    دمتي في حفظ الرحمن..

    ردحذف
  4. بنفسجية الأنامل
    أهلاً مجدداً.. نورتي :)
    حمداً لله فنحن ولدنا على الفطرة وتربينا على الإسلام الصحيح أهلنا قاموا بدورهم ربونا وعلمونا وهاقد كبرنا ومثلما نختار كل شيء فالأجدى والأولى البحث في أمور ديننا
    لكن تشغلنا الدنيا وتجرفنا بملهياتها بعيدا عن الحقيقة الذي وجدنا لها كما قلتي
    أطيلي يا عزيزتي فهذه الإطالة تسعدني :a
    دمتي بعين الرحمن

    ردحذف
  5. بتاكيد جارتي الغاليه لن اقصر باخباركم اي معلومه جديده ومفيده بهذا الشان وبكافة الشؤون :)

    ردحذف
  6. أعرفك ولكنها مجرد ذكرى
    فيكي الخير يا عزيزة
    موفقة دوماً :)

    ردحذف

ألقي نوراً من فكرك لنستفيد :)