سعياً إليك 4-6

اقتربت ليلة القدر.. أشتاق لها للتوبة فيها ومناجاة ربي علّه يغفر ذنبي ويعفو عني
وجاءت كعروسٍ تتهادى بأنوارها وبركاتها 
و استقبلتها كمغتربٍ عاد يلثم تراب الوطن شوقاً
بعد طول الغياب، أديتُ الأعمال ولم يبق سوى الدعاء لكنني احترت من أين أبدأ حتى وقعت عيني على دعاء التوبة وبدأت بصوت مخنوق ودموع تطل من عيني (..هذا مقام من تداولته الذنوب وقادته أزمة الخطايا.. فأقبل نحوك مؤملاً لك مستحيياً منك .. فأمك بطمعه يقيناً وقصدك بخوفه إخلاصاً.. واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك.. من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت وأقامت تبعاتها فلزمت.. القني بمغفرتك.. وارفعني عن مصارع الذنوب.. ووفقني من الأعمال ماتغسل به دنس الخطايا عني.. وأوجب لي محبتك كما شرطت..فاجعل توبتي هذه توبة لا أحتاج بعدها إلى توبة.. ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك..)
وانقضت الليلة وقلبي قبل لساني يلهج بالمأثور من الدعاء وفي داخله تتسع مساحات خضراء فكأن هذه الكلمات من الدعاء تربيني وترشدني وتقويني في تشبثي بحبل النجاة الممدود من السماء
وهويت متعباً من ذنوب أثقلت كاهلي هويت معفراً هامتي منادياً خالقي وهنا تدفقت دموعي أخيراً.. بكيت وبكيت حتى شعرت بالهدوء والسكينة يستوطنان روحي فاستلقيت على سجادتي متفكراً في حالي ..
كيف أحفظ توبتي 
كيف أقترب من خالقي
و كيف سأقضي أيامي القادمة
ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين..

هناك تعليقان (2):

  1. " ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

    اتعلمين الان بعد قرات هذه السلسله كم تمنيت لو كانت بشهر رمضان المباركـ حيث سيكون الوقع والتاثير اكبر

    و البكاء والتاثر بالدعاء توفيق من الله عزوجل
    لان البعض يقرا ولا يتاثر و لايبكي بل يقرا كانه يقرا نص ينتظر انتهاء سطورهـ !!

    ردحذف
  2. الله يبلغنا رمضان على خير
    ولتبقى إن شاء الله هذه السلسلة هنا لي وللجميع فكرة وذكرى
    فعلاً.. والأمر ينطبق على القرآن كذلك لذا قد يكون خصماً في القيامة
    غاليتي أنارت حروفكِ صفحتي
    وعذراً على تأخري في الرد
    دمتي لي أبداً هنا :)

    ردحذف

ألقي نوراً من فكرك لنستفيد :)