بقايا طفولة تعبق عقلي ( ج 1 )

      لا زلت أذكر شغف طفولتي لمعرفة حقيقة ما كٌتب في الكتب ذلك الشغف الجميل حين كنتُ أمسك بورقة شجر كبيرة وأخرى صغيرة وأجمع أشكالاً مختلفة أنظر إليها بتمعن باحثة عن فروق بينها ثم أقطع إحداها بروية طامعة أن أرى طبقات الخلايا المكونة لها و أفركها بأصابعي لتصطبغ بصبغتها الخضراء، أيضاً حين كنت أنظر إلى الشمس مأخوذة بجمالها وروعة أشعتها و ما تهبه من دفء خاصة حين كنت أرصدها من خلف غطاء وجهي فكانت تبدو لي كوردة متعددة الألوان.
     اليوم وبعد سنين لا زلت أقطع الأوراق، أرصد الشمس، ألاحق البرق، أتذوق المطر، أتحسس حبات الرمل، أبتسم للقمر, أمد بصري باحثة عن نهاية البحر.. كنت أظن أن هذا ماهو إلا شوق لعبث الطفولة لكنه لم يكن كذلك بل هو شوق للمعرفة، للتجربة، والاكتشاف.
     من أحلام طفولتي التي بدلتها مراراً على مدار السنين أن أكون مكتشفة حتى ظننت أن الإنسان اكتشف كل شيء من أجزاء جسم الإنسان وحتى القارات والكواكب، لذا عدلت عن حلمي لأتمنى أن أصبح مخترعة لكن أيضاً عدلت عن ذلك حين رأيت تطور البشرية الهائل فكنت أرى أن لدينا كل شيء الكهرباء ووسائل المواصلات والتواصل، وأخيراً قررتُ أن أصبح شاعرة وأتعلم بحور الشعر لكن وجدت أن من سبقوني لم يتركوا لي معنى بكراً بالإضافة لصعوبة النظم بالنسبة لي لذا تركت الحلم وأنا بقدر ما كنت ممتنة لمن سبقوني عتبت عليهم لأنهم لم يتركوا لي باباً مفتوحاً.

يتبع...

هناك 4 تعليقات:

  1. ما أجمل الذكرياااات ... خصوصا عندما تكون عن شيء رسم السعادة وقتها على شفاهنا ... بإنتظار الجزء الاتي :)

    ردحذف
  2. الاكتشاف شى جميل لانه يقتل الملل والركود الخامل فهو شئ جميل . تحياتي لك اخت ترانيم

    ردحذف
  3. قطرة وفا أهلاً عزيزتي
    بالفعل ما أجمل الذكريات السعيدة لكنها ليست غايتي هنا.. الجزء الثاني قريباً إن شاء الله
    كوني دوماً بالجوار

    ردحذف
  4. مرحبا بك أخي علي خير البرية هنا
    صحيح.. لا سيما إذا كان الإنسان يكتشف ذاته تكون رحلة ممتعة محمودة النتائج

    ردحذف

ألقي نوراً من فكرك لنستفيد :)