علي راح

وأعود أحكي عن علي
ولايمل مني الحديث ولا أمل
ولا ينتهي هذا الحديث
وكيف لا
وعلي مبدأ كل الحكايات
هو الغاية والمبتغى
هو الوسيلة
وهو الختام
* * *
     كأني في الكوفة هذه الليلة أدور بين أزقتها  وقد استوطنتني الحيرة والدهشة أبحث عن دار سيدي تدلني عليها آثار قطرات اللبن المسكوب،أدور بدمعٍ مسال لينطبع على الثرى بجانب قطرات اللبن فكأن اللبن والدمع يحكيان قصة الأمل والألم هذه الليالي في الكوفة، أدور بين الأزقة الخالية فقد غاب الأمن بغيابه، أدور ولا أسمع إلا بكاءًا ونياحات وهمهمات الدعاء بالسلامة رغم الجبين المفطور!
توقفت قطرات اللبن عند باب موارب وخلفه كانت شهقات خافته تتخلل صوت بكاء مكتوم، لم تبق في الدار سوى يتيمات علي ولسان حالهن يقول: بأي جرم يدفن الأب سراً كما دفنت الأم قبله في ظلمة الليل؟..
صرخ قلبي.. علي راح
ماحال الأرامل واليتامى وهم ينتظرون منذ ليال قدوم الأب الرحيم ليبلسم جراحاتهم ويطعمهم العسل المصفى..
ماحال الفقراء الذين ينتظرون هبات الليل..
ماحال أصحابه محبيه وشيعته..
ماحال الدنيا كلها بعده..
بل ماحال مدللته زينب..
ماحال الحسن..
ماحال الحسين..
ماحال عياله بعد أن غادرهم الحصن الحصين وترك لهم مهمة تثبيت الدين..
وأخيراً، ماحال قلبي الذي وصل متأخراً بعد رحيله..
وأشرقت في قلبي قبته وصرت أسمع البكاء حول قبره وترديد اسمه علي.. علي .. علي
إلهي ارزقني وجميع محبيه زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة ولاتحرمني يا أرحم الراحمين

هناك 3 تعليقات:

  1. سلام الله عليك ياامير المؤمنين وسيد الموحدين
    لعنة الله قاتليك وظالميك الى يوم الدين

    ردحذف
  2. راح جسد وبقي فكر علي وتراثه دالً على الله وبدون علي لم ولا يعبدالله..فسلام عليه يوم ولد ويوم قتل ويوم يبعث حيا..مأجورين مثابين

    ردحذف
  3. أجرنا وأجركم
    نعم ذهب ليبقى
    رحل من أرضنا ليبقى مضيئاً في سمائنا وقلوبنا
    شكرا لتواجدكم

    ردحذف

ألقي نوراً من فكرك لنستفيد :)