سعيا إليك 6-6

لم أصل لكمال الانقطاع لله وعبادته حقاً كأني أراه، لم أصل بعد لحقيقة الصلاة تراودني كل الدنيا في هذه الدقائق القليلة، ولكنني أشعر أنها تبعث شيئاً من النور في قلبي والسكينة في نفسي وتُنشأ خيط وصلٍ رقيق بين روحي والله تعالى لذا ما زلتُ
أبحث عن بابها لأنمّي هذا الخيط فيكون طريقي للوصول للباري وأعرج إليه قبل الانتقال الحقيقي من هذه الحياة .. قبل الموت الذي لن ينساني  يتوجب علي ألا أنساه، ما زلتُ أبحثُ عن غايتي ومنيتي وها أنا ذا أنهل من معين هذا الدين ماءاً عذباً رقراقاً يحيي روحي بعد طول الجدب أسعى قليلاً لأجد أن المعارف تُسهل لي دون عناء، لكن أشد ما يؤلمني خاطر يخطر في قلبي وأخشى الركون والإطمئنان إليه بأن أنا أفضل من الكثيرين فأنا أصلي وأصوم وأتقرّب لله بالمستحبات.. عصيت الله لكنني تبت وأنبت وعدت له وهو التواب الرحيم.. أبحث وأقرأ وأرتقي سلم الكمال يوماً بعد يوم ..

أخشى أن يجرني الشيطان إليه من هذا الباب فأمضي عمري في الاهتمام بأغصان شجرة ليس لها جذور فلا تصمد عند انكشاف البصر في أهوال البرزخ

أخشى أن أنزلق من حيث أبتغي الإرتقاء.

إلهي ثبّتني على صراطك المستقيم في الدنيا قبل الآخرة ..

تمت

_______________________

أخيراً..

( سعياً إليك ).. هي جزء من أحوال وتقلبات كل نفس بين مدٍ وجزر لله سبحانه حتى تنتهي بأحدهما فينال صاحبها السعادة أو الشقاء الأبدي

لذا لم يُحدد فيها اسم أو مكان أو زمان

فالبطل هو أنتم والمسرح قلوبكم وما تشهده من تقلبات

بدأت مما بعد البداية وستنهونها أنتم كل في ذاته وفي نفسه بأي طريق يختار ولأي نهاية يسعى

وإن كان سيختار الاستسلام أو الجهاد 

هي مجرد لفته و ذكرى أخرى عسى أن تنفعني وإياكم 

وعذراً على كل تقصير 

ولاتنسونا من الدعاء