حزنٌ عذب

عذراً ربيع.. حللت دون أن أشعر

حللت.. ولم تجد فيّ سوى الألم

فقد غدت كل أرضٍ فلسطين

تقاتل لتنال الحرية وتدفع ثمنها الدموع والدماء

أتراها كانت كل أرض كذلك ولم أعِ ..؟

يبدو أن الزمن يريد أن يحفر في ذاكرتي جانبه الآخر

الجانب الذي ترى فيه الأطفال يسقون بدمائهم أرصفة الشوارع

كنت أرتجف سابقاً عندما أرى أو أقرأ عن حربٍ تهلك البشر.. 

تهلك الحياة

فأهرب عنه

لكن أين أهرب اليوم

لم أستطع غضّ البصر أو الهروب

شاهدتهم عزلاً مسالمين يُذبّحون

تأملت صوراً فيها ألم ودم ينطقان بالوحشية التي عوملوا بها

هذه طفلة.. ذاك شاب.. وهذا رجل وقور

كانوا أحياء يبتسمون

واليوم تنوح أمٌ.. وأخت.. وزوجة لفقدهم

هل أفرح لأن الشعوب استيقظت

وأدركت أن الموت هو من يصنع الحياة

 أم أصمت بحزن

وقد كان ذلك حتى أبت حروفي إلا الخروج

وما عساها تنفع هذ الحروف

أعتقد أنني اليوم أعيش شيئاً من الحزن

لكنه عذب

فهذا الألم هو مفتاح الحياة التي فقدناها منذ عقود